مناضل وطني وسياسي بارز قضى حياته بالعمل على تطوير وطنه نحو الأفضل

كان يوجد في زمننا نحن، زمن الكوليرا السياسية والوباء الاقتصادي والأخلاقي وما تبقى من أنواع الفساد التي نسمع بها دون أن نعرفها، مناضل وقائد شيوعي اسمه دانيال نعمة عاش في حي أقرب فيه إلى الشعب ومنه إلى الشعبي وفي منزل لا تتجاوز مساحته المئة متر مربع، أما منزله في مشتى الحلو (مسقط رأسه) الذي بدأ في بنائه أوائل تسعينات القرن الماضي ليس أفضل حالاً من منزل المئة متر في أحد أحياء دمشق، وإن كان أفضل حالاً فـ(ميزته) أن أرض المنزل الذي لم يكتمل بناؤه كما أراد هي من ورثة العائلة.
ولد دانيال نعمة في المكسيك عام 1925 حيث كان والده يعمل هناك ثم عاد صغيراً مع أهله إلى الوطن . تعلم الابتدائية في مدرسة الروس في المشتى ثم الاعدادية في اللاييك بطرطوس واكمل الثانوية في اللاذقية . بدأ وعيه السياسي باكراً حيث تعرف على السياسي والاديب الكبير اللبناني رئيف خوري في اللاييك بطرطوس وتعلم منه السياسة , بعد البكلوريا ذهب إلى حلب حيث قاد بعض مظاهرات


الطلاب المناؤة للاستعمار الفرنسي فلاحقته السلطات لكنه هرب من هناك ثم التحق بجامعة دمشق وحصل على شهادة الحقوق 1949 وعمل في الجامعات فترة ولكن العمل السياسي جذبه فتفرغ له . لوحق وسجن وعذب عدة مرات على عهود حسني الزعيم ثم الشيشكلي ثم سافر إلى موسكو بين /1956-1959 / حيث درس الاقتصاد السياسي ورجع إلى سوريا ثم لوحق مجدداً أيام الوحدة السورية المصرية ولكنه اختبأ ولم يعتقل .

بعد استلام حزب البعث في سوريا تحسنت العلاقة مع االحكم وتطورت منذ عام 1970 حيث شكلت الجبهة الوطنية من بضعة أحزاب وكان دانيال نعمة منذ تأسيسها عضواً ممثلاً عن حزبه الشيوعي واستمر حتى وفاته عام 2003 وعند سمحت الحكومة لأحزاب الجبهة الوطنية بجرائد علنية أسس دانيال نعمة جريدة النور وترأس تحريرها حتى وفاته , كتب وترجم الكثير من المقالات السياسية .
دانيال نعمة عندما نكتب عنك ,فإننا لا نكتب كي نرثيك بل نكتب كي نكبر بك وبما تركته لنا من إرث سنبقى فيه نفاخر، فسلام عليك يوم ولدت، ويوم مت، ويوم تبعث حياً.

.