مدونة لأجله

من طرف تشي غيفارا الجمعة يناير 23, 2009 11:18 am

مدونة لأجله
" 1 "

بما أنني لا أجرؤ على القول : " أحبك .. و قد فاض القلب , و امتلأت خواتمي بصوتك , قررت أن أحدث مدونة أسميها " فاصل للورد " أكتب لك فيها ما يجيش في الروح .. لا تندهش .. و لا تتأفف من ذلك فحالة كل المدونات تقريباً مثل حالي .. إنها رسائل مشفَرة للذين نحبهم أو الذين لا نريد أن نكون مثلهم .. و قد تنشأ المدونة من رغبة جامحة لشتم الآخرين . لا تسألني عن الجدوى .. أنا لا أعرف , و لا أدخل سوى مدونتي لأكتب لك .. لكن لو تسنَى لك الوقت و استطعت الإطلاع على مدونات العرب – العربان – ستجدها مملوءة بالحب و الشتيمة و البوح الساذج لدرجة أنك قد تظن معظمها عبارة عن رسائل عاطفية لمراهقي الأمة العربية أو رسائل استنكار و رفض لواقع يطحنهم .. و بما أن شوقي إليك يطحن القلب , و بما أن الطريق الممتد بين أحلامي و بيتك طويلة و شائكة و يمشي عليها الوشاة .
و بما أنك رجلٌ مشغول , تخرج صباحاً إلى عملك و لا تنتبه إلى تلك النافذة الخشبية التي تقف خلف زجاجها امرأة من حبق , و تراقبك و أنت تركب السيارة و ترش العطر قبل أن تغلق الباب , و تتفقد آلة التسجيل و المرايا . , بينما أحاول دخول مراياك .. إلا أنني أفشل دائماً في زوايا النظر , و إذا تنطلق سيارتك ينطلق قلبي معها ثم تنعطف , و قلبي يلتفت , و تضيعان مني أنت و قلبي ولا سبيل للقائك إلاَ عبر المدونة .
( 2 )
قد لا تدخل مرة مدونتي .. و قد لا تعرف أنَ امرأة مفتونة بك تقف كل يوم أمام المرآة و تتفقد وجهها لعلَ حزناً خبا , أو وردة ضاعت ..
و قد لا تعرف بأني إذا ضيعت شوقي إليك فإني سأضيعك .. و عندما أراك و لا يخفق قلبي أشعر بالحزن لان هذا مؤشراً خطيراً في مقياس مشاعري .. و عندما أفشل في إيجاد العبارة المناسبة لافتتاح المدونة . أبحث في مدونات العشاق علَني أجد من يفوقني لهفة .. لكن للأسف لم أجد مدونة واحدة تشبهني .. ولا امرأة تحبَ مثلي .. فأنا لا أبكيك بينما كثيرات يبكين و أنا لا أشكوك وغيري كثيرات يتشكين .. فماذا لو نحب وحدنا .. نحب الذين يتركون عطرهم على أيدينا و يرحبون .. أو الذين ينسون ألوان قمصانهم على شرفاتنا و يسافرون .. هم يسيرون في الغياب و نحن نسير في الاحتراق الذي سيخرج منه طائر الحياة و الرغبة و الجمال .. فليس المهم أن نلتقي ثم يحترق ورق أيلول المهم أن نبدع أحبَة يشبهوننا أو يسمحون لنا أن نكتب القصائد و المدونات السريَة بأسماء سرَية .
" 3 "
و لأنك لا تقرا المدونات .. و لا تعرف كيف تنخرط بها .. و لأنني امرأة تعيش في عالم ذكوري متغطرس لا يحب المرأة التي تفاتحه بشوقها , بل هو يجب أن يظلَ الفارس الذي يطارد و يطارد كي يثبت لنفسه أولاً بأنه الفارس الذي اصطاد غزالة برَية .. أو روضَ فرساً شموساً .. فإني سأختبئ في مدونتي إلى أن تكتشفني .. قد يطول الوقت .. و قد تمر مرور الكرام ذات يوم على مدونات تهرق الألم .. قد تبتسم : و تقول : ما هذا باستخفاف .. عندئذ عليك أن تبكي على نفسك .. لأن ذلك يعني انك لا تتأثر .. أي لا تقدر أن تحب و أن الصدأ بدأ يأكل قلبك .. معك حق .. فالمحيط الذي يخنقنا يطفئ جذوة الرغبات سريعاً , و منظر الدماء اليومي يقتل الورود التي تبزغ في الروح .. نعم .. كل ما يجري حولنا يحاول أن يحولنا إلى صخور و إلى قرامي حطب .. و لكن الحياة يجب أن تمشي .. بصخورنا و ورودنا و أحلامنا .. لذلك لا عليك .. إني سأكتب لك كل يوم .. و سأنشئ مدونة باسمك .. فاعذرني .. أحتاج إلى من يردَ عليَ .. ها أنا أسميك كما يحلو لي .. لن تعرف نفسك لكن ستقرأ كل سوم رسالة مكتوبة منك , موجهة إليَ .. و أنا سأقرأها بعناية و سأرد عليك ثم سأعيد .. من الموج العالي إلى : فاصل الورد

أنيسة عبود