الحرب العالمية الرابعة تبدأ بالعرب والمسلمين
صفحة 1 من اصل 1
الحرب العالمية الرابعة تبدأ بالعرب والمسلمين
تلقي المسألة الدينية بكل ثقلها على المنطقة العربية والإسلامية، ليس من دون أسباب مباشرة وغير مباشرة. وتتمثل الأسباب المباشرة في الظلم والاستغلال الذين عانت منهما الشعوب العربية والإسلامية على يد الاستعمار القديم والحديث، المتمثل بالإمبـريالية العالمية وعلى رأسها الإمبـريالية الأميركية، وبالصهيونية ألد أعداء الشعوب، ومن ضمنها اليهود. فقد نهب هذا الاستعمار بلونيه المذكورين عن سابق تصور وتصميم كل ما لدى هذه الشعوب من ثروات، فقطع بذلك الطريق على هذه الشعوب، مع باقي شعوب آسيا وأفريقيا وأميركا اللاتينية، عن مواصلة تطورها وتقدمها الطبيعي. ولم يتركها، حتى في الحالة المزرية التي تعاني منها، بل نهب وينهب ثرواتها البشرية، المتمثلة بالشباب المتعلم والاختصاصي والمبدع والخ.. وهاهي الحكومة الفرنسية في طريقها لإقرار قانون لا يقبل هجرة أي إنسان من العالم الثالث ما لم يكن من الطراز المشار إليه أعلاه (انظر بحوث بعنوان «نزيف الأدمغة» سبق أن تناوله الكثيرون وأشرنا إليه في أكثر من بحث).
اختراع الأعداء
وإذا لم نكن الآن بصدد التكلم عن الدين كدين، والأديان بهذا المعنى متساوية بصرف النظر عن التناقضات بينها، إذا وجدت، لا يجوز، بالمطلق، النيل من أي منها، لأن في ذلك استخفاف بمشاعر المؤمنين بهذا الدين أو ذاك. والإمبـريالية الأميركية قررت أن تخترع عدواً آخر بدل الاتحاد السوفييتي الذي صورته وحشاً سينقض على الولايات المتحدة في أي لحظةٍ، فاستنفرت كل قوى الأمة الأميركية في بناء الترسانة الحربية التي أمنت لكبار كبار الرأسماليين أرباحاً طائلة جداً، استثمرتها وتستثمرها مجدداً في صناعة الأسلحة، الصناعة الأكبـر ربحاً في أميركا. وهي في طريقها إلى تسخير إمكانات الأمة الأميركية في هذا الميدان المربح جداً من جهة، ومن جهة أخرى، استعمار العالم بأسره ووضعه تحت الهيمنة الأميركية.
وسبق لنا أن استشهدنا أكثر من مرة بمقال الأستاذ محمد حسنين هيكل بعنوان «خريف خطر» الذي صدر في 29/8/2001، وجاء فيه أن أمام الرئيس الأميركي جورج بوش (الابن) قرارات تنتظر التوقيع. وعرض الأستاذ هيكل هذه القرارات التي تتلخص بإعلان الحرب على العرب والمسلمين والخ.. وقلنا منذئذٍ أن من غير المعقول أن تتم كل العملية التي جرت في 11/9/2001، من دون علم القيادة الأميركية أو بالأحرى من دون مساعدتها. ومن غير الممكن أن يبقى ابن لادن وغيره أحياء، ويتابعون نشاطاتهم من دون مساعدة القيادة الأميركية ورعايتها. وإن كان ابن لادن ورفاقه يعتقدون، وهم صادقين، أنهم يقاتلون الإمبـريالية الأميركية وفقاً لقناعاتهم بعيداً عن تدخلها وعلمها.
ولا يستبعد أن تكون المخابـرات الأميركية قد بدأت بإعداد كل شيء للمرحلة القادمة منذ تجنيد رجال القاعدة الحاليين للحرب في أفغانستان ضد الاتحاد السوفييتي. وعلى العكس من إرادة ورغبة ابن لادن والظواهري وغيرهما أخذت الإدارة الأميركية الحالية من كل ما يفعله تنظيم القاعدة مبـرراً لبدء حربها الطويلة من أجل التحكم بمصائر العالم خصوصاً في آسيا وأفريقيا وأميركا اللاتينية، واحتكار مصادر الطاقة. وربما أدرك ابن لادن المأزق الذي وقع فيه فعرض هدنةً رفضتها القيادة الأميركية «لغاية في نفس يعقوب».
ويؤكد ما ذهبنا إليه أولاً، «تقديم دراسة جديدة من قبل وزارة الدفاع الأميركية تتناول احتمال دخول الولايات المتحدة في حرب طويلة الأمد وعلى جبهات عديدة، في إطار «الحرب على الإرهاب»وتحول هذه الحرب إلى «حرب باردة»عسكرية (انظر جريدة «السفير» اللبنانية في 3/2/2006 ص19 تحت عنوان «البنتاغون يبحث تصورات «الحرب الطويلة»)
«ويجري الحديث عن حرب لا تنتهي في يوم أو شهر أو سنة، بل قد تطول وتتخطى العشر أو العشرين أو حتى الأربعين سنة. وتضع الولايات المتحدة في حالة حرب دائمة مع «الإرهاب».
نوايا وحشية
وقد قال دونالد رامسفيلد: «أن مخاطر وقوع أسلحة قوية جداً في أيدي دول مارقة، أو شبكات إرهابية هي أخطار حقيقية». «وطلب تحسين القدرات الأميركية.. وتحسين الاستراتيجيات...»
ولا يستبعد، من أجل تحقيق النوايا الوحشية الأميركية، تسريب الإدارة الأميركية مثل هذه الأسلحة إلى من ستستخدمهم كبوش فداء إن كانوا قوى متطرفة أو حكام دول معينة. وذكرت الجريدة المذكورة أعلاه أن ثمة دراسة لاحتمال ضرب قنابل ذرية على مواقع معينة في الولايات المتحدة. والهدف من نشر ما نشر تعميق وتوسيع مخاوف الأميركيين وتسليم أعنتهم لعدوهم وعدو باقي شعوب العالم المتمثل بكبار كبار الرأسماليين الاحتكاريين وأجرائهم الحكام في الولايات المتحدة بالدرجة الأولى، وحكام دول أخرى بالدرجة الثانية.
ثانياً، كتب الجنرال ليونيد ايغاشوف الذي كان يشغل منصب رئيس أركان الجيوش الروسية في 11 أيلول (سبتمبـر) 2001، «إن تحليل جوهر مسار العولمة، وكذلك العقائد السياسية والعسكرية في الولايات المتحدة وبعض البلدان الأخرى، يبـرهن على أن الإرهاب يساهم في تحقيق هيمنة عالمية وفي إخضاع دول للأوليغارشية المعولمة. وهذا يعني أن الإرهاب ليس موضوعاً مستقلاً عن السياسة العالمية، بل مجرد أداة، وسيلة لإقامة عالم وحيد القطب ذي مركزٍ واحدٍ لإدارة العالم ولإلغاء ومحو الحدود القومية للدول وإرساء هيمنة نخبة عالمية جديدة. هذه النخبة الجديدة هي بالضبط الفاعل الأساسي في الإرهاب الدولي، وإيديولوجيته و«عرّابه».
وثالثاً، ما ورد على لسان نعوم تشومسكي اليهودي الأميركي الرائع من أن الحرب على «الإرهاب» أدت إلى «تجديد الحرب الباردة في ظل وجود قوى نووية أكثر من التي كانت موجودة في أي وقت مضى.. وأن الهدف من غزو العراق إقامة أول قاعدة عسكرية أميركية في دولة عميلة في قلب أكبـر مصدر للطاقة في العالم.
وقد استخدم العدو الأميركي الأسباب غير المباشرة الكثيرة في حربه ضد البشرية، ومنها الاختلاف بين المذهبين الإسلاميين الكبيرين السنة والشيعة.، اللذين يريد منهما أن يدخلا في حرب ضد بعضهما بعضاً لا تبقي ولا تذر.
وقد بدأت هذه الحرب بصورة خفية وخفيفة حيناً ومستعرة حيناً آخر، في العراق، وتنتقل عدواها في كل يوم إلى كل مكان في الشرق الأوسط (الكبير) ليس من دون رعاية الإمبـريالية الأميركية والأوساط الأكثر رجعية هنا وهناك.
ويستعيد الرجعيون عند الطرفين ذكرى الآلام التي سببها هذا الطرف أو الآخر للطرف الآخر، من أيام عثمان بن عفان حتى الآن، وهم يسكبون، دون إحساس بالمسؤولية الجليلة الملقاة على عاتق كل منهم، الزيت فوق النار الملتهبة في كل مكان، ليس من دون تشجيع أو تحريض أو تكليف من الحكام الأميركيين أو من عملائهم. وقُدمت «البـروفة» على مسرح «الرسوم الكاريكاتورية» السوداء التي من الصعب التصور أنها كانت «نزوة» أو «فعل غير مقصود»، أُستغل أبشع استغلال من قبل الأطراف الرجعية واللامسؤولة والمشبوهة.
بقلم نذير جزماتي
.
اختراع الأعداء
وإذا لم نكن الآن بصدد التكلم عن الدين كدين، والأديان بهذا المعنى متساوية بصرف النظر عن التناقضات بينها، إذا وجدت، لا يجوز، بالمطلق، النيل من أي منها، لأن في ذلك استخفاف بمشاعر المؤمنين بهذا الدين أو ذاك. والإمبـريالية الأميركية قررت أن تخترع عدواً آخر بدل الاتحاد السوفييتي الذي صورته وحشاً سينقض على الولايات المتحدة في أي لحظةٍ، فاستنفرت كل قوى الأمة الأميركية في بناء الترسانة الحربية التي أمنت لكبار كبار الرأسماليين أرباحاً طائلة جداً، استثمرتها وتستثمرها مجدداً في صناعة الأسلحة، الصناعة الأكبـر ربحاً في أميركا. وهي في طريقها إلى تسخير إمكانات الأمة الأميركية في هذا الميدان المربح جداً من جهة، ومن جهة أخرى، استعمار العالم بأسره ووضعه تحت الهيمنة الأميركية.
وسبق لنا أن استشهدنا أكثر من مرة بمقال الأستاذ محمد حسنين هيكل بعنوان «خريف خطر» الذي صدر في 29/8/2001، وجاء فيه أن أمام الرئيس الأميركي جورج بوش (الابن) قرارات تنتظر التوقيع. وعرض الأستاذ هيكل هذه القرارات التي تتلخص بإعلان الحرب على العرب والمسلمين والخ.. وقلنا منذئذٍ أن من غير المعقول أن تتم كل العملية التي جرت في 11/9/2001، من دون علم القيادة الأميركية أو بالأحرى من دون مساعدتها. ومن غير الممكن أن يبقى ابن لادن وغيره أحياء، ويتابعون نشاطاتهم من دون مساعدة القيادة الأميركية ورعايتها. وإن كان ابن لادن ورفاقه يعتقدون، وهم صادقين، أنهم يقاتلون الإمبـريالية الأميركية وفقاً لقناعاتهم بعيداً عن تدخلها وعلمها.
ولا يستبعد أن تكون المخابـرات الأميركية قد بدأت بإعداد كل شيء للمرحلة القادمة منذ تجنيد رجال القاعدة الحاليين للحرب في أفغانستان ضد الاتحاد السوفييتي. وعلى العكس من إرادة ورغبة ابن لادن والظواهري وغيرهما أخذت الإدارة الأميركية الحالية من كل ما يفعله تنظيم القاعدة مبـرراً لبدء حربها الطويلة من أجل التحكم بمصائر العالم خصوصاً في آسيا وأفريقيا وأميركا اللاتينية، واحتكار مصادر الطاقة. وربما أدرك ابن لادن المأزق الذي وقع فيه فعرض هدنةً رفضتها القيادة الأميركية «لغاية في نفس يعقوب».
ويؤكد ما ذهبنا إليه أولاً، «تقديم دراسة جديدة من قبل وزارة الدفاع الأميركية تتناول احتمال دخول الولايات المتحدة في حرب طويلة الأمد وعلى جبهات عديدة، في إطار «الحرب على الإرهاب»وتحول هذه الحرب إلى «حرب باردة»عسكرية (انظر جريدة «السفير» اللبنانية في 3/2/2006 ص19 تحت عنوان «البنتاغون يبحث تصورات «الحرب الطويلة»)
«ويجري الحديث عن حرب لا تنتهي في يوم أو شهر أو سنة، بل قد تطول وتتخطى العشر أو العشرين أو حتى الأربعين سنة. وتضع الولايات المتحدة في حالة حرب دائمة مع «الإرهاب».
نوايا وحشية
وقد قال دونالد رامسفيلد: «أن مخاطر وقوع أسلحة قوية جداً في أيدي دول مارقة، أو شبكات إرهابية هي أخطار حقيقية». «وطلب تحسين القدرات الأميركية.. وتحسين الاستراتيجيات...»
ولا يستبعد، من أجل تحقيق النوايا الوحشية الأميركية، تسريب الإدارة الأميركية مثل هذه الأسلحة إلى من ستستخدمهم كبوش فداء إن كانوا قوى متطرفة أو حكام دول معينة. وذكرت الجريدة المذكورة أعلاه أن ثمة دراسة لاحتمال ضرب قنابل ذرية على مواقع معينة في الولايات المتحدة. والهدف من نشر ما نشر تعميق وتوسيع مخاوف الأميركيين وتسليم أعنتهم لعدوهم وعدو باقي شعوب العالم المتمثل بكبار كبار الرأسماليين الاحتكاريين وأجرائهم الحكام في الولايات المتحدة بالدرجة الأولى، وحكام دول أخرى بالدرجة الثانية.
ثانياً، كتب الجنرال ليونيد ايغاشوف الذي كان يشغل منصب رئيس أركان الجيوش الروسية في 11 أيلول (سبتمبـر) 2001، «إن تحليل جوهر مسار العولمة، وكذلك العقائد السياسية والعسكرية في الولايات المتحدة وبعض البلدان الأخرى، يبـرهن على أن الإرهاب يساهم في تحقيق هيمنة عالمية وفي إخضاع دول للأوليغارشية المعولمة. وهذا يعني أن الإرهاب ليس موضوعاً مستقلاً عن السياسة العالمية، بل مجرد أداة، وسيلة لإقامة عالم وحيد القطب ذي مركزٍ واحدٍ لإدارة العالم ولإلغاء ومحو الحدود القومية للدول وإرساء هيمنة نخبة عالمية جديدة. هذه النخبة الجديدة هي بالضبط الفاعل الأساسي في الإرهاب الدولي، وإيديولوجيته و«عرّابه».
وثالثاً، ما ورد على لسان نعوم تشومسكي اليهودي الأميركي الرائع من أن الحرب على «الإرهاب» أدت إلى «تجديد الحرب الباردة في ظل وجود قوى نووية أكثر من التي كانت موجودة في أي وقت مضى.. وأن الهدف من غزو العراق إقامة أول قاعدة عسكرية أميركية في دولة عميلة في قلب أكبـر مصدر للطاقة في العالم.
وقد استخدم العدو الأميركي الأسباب غير المباشرة الكثيرة في حربه ضد البشرية، ومنها الاختلاف بين المذهبين الإسلاميين الكبيرين السنة والشيعة.، اللذين يريد منهما أن يدخلا في حرب ضد بعضهما بعضاً لا تبقي ولا تذر.
وقد بدأت هذه الحرب بصورة خفية وخفيفة حيناً ومستعرة حيناً آخر، في العراق، وتنتقل عدواها في كل يوم إلى كل مكان في الشرق الأوسط (الكبير) ليس من دون رعاية الإمبـريالية الأميركية والأوساط الأكثر رجعية هنا وهناك.
ويستعيد الرجعيون عند الطرفين ذكرى الآلام التي سببها هذا الطرف أو الآخر للطرف الآخر، من أيام عثمان بن عفان حتى الآن، وهم يسكبون، دون إحساس بالمسؤولية الجليلة الملقاة على عاتق كل منهم، الزيت فوق النار الملتهبة في كل مكان، ليس من دون تشجيع أو تحريض أو تكليف من الحكام الأميركيين أو من عملائهم. وقُدمت «البـروفة» على مسرح «الرسوم الكاريكاتورية» السوداء التي من الصعب التصور أنها كانت «نزوة» أو «فعل غير مقصود»، أُستغل أبشع استغلال من قبل الأطراف الرجعية واللامسؤولة والمشبوهة.
بقلم نذير جزماتي
.
جولان- عضو فعال
-
عدد الرسائل : 84
العمر : 41
تاريخ التسجيل : 19/01/2009
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى