عن تحولات الجسد
صفحة 1 من اصل 1
عن تحولات الجسد
يتحول الجنس أو العلاقة بين الجنسين بسرعة إلى علاقة عابرة مؤقتة زمانيا تقوم على عواطف سريعة الظهور والزوال على إشباع مؤقت آني للرغبة..
يختلف هذا النمط من العلاقات الذي يتحول نمطا سائدا عن الرؤية الوجودية التي رأى كامو نموذجها في كازانوفا الباحث أبدا عن متعة جديدة ضحية التجربة الوجودية العدمية إلى حد ما التي تفتقد لمغزى عقلاني وترى في الاستغراق في الوجود المعنى الوحيد للتجربة الإنسانية..كما يختلف عن العلاقات التي كانت تنشأ على هامش الأسرة الأبوية في إطار المجتمعات الأبوية الذكورية..إن هذا الشكل للجنس أو الحب ينسجم بل وينتج غالبا عن سيطرة ثقافة الاستهلاك وعن تسليع ( تحويل كل شيء إلى سلعة ) الحياة الاجتماعية..
هذا في ذات الوقت يثير رعب قسم كبير من البرجوازية الصغيرة المدينية والفلاحية التي تعود إلى الزمن الماضي لتستدعي قيم وأخلاق المجتمع الأبوي وشكل الأسرة الأبوية في محاولة منها للحد من تأثير هذه التحولات على محيطها..
كلا الطرفين يرى أنه يدافع عن أنسنة الجنس والحب, فالفريق الأول يرى في أخلاق المجتمع الأبوي اضطهادا للمرأة أما الطرف الثاني فهو يرى في تسليع الجنس وجسد المرأة خاصة إهدارا لإنسانية المرأة..
إن كلا الفريقين على حق فتسليع الجنس والجسد يؤسس لحالة استلاب جديدة للجسد في اغتراب جديد عن إنسانية صاحبه وعن غاية تحقيق الإشباع الفعلي بأن يتحول الجسد إلى سلعة تخضع لقوانين السوق لقوانين العرض والطلب، كما أن أخلاق المجتمع الأبوي والأسرة الأبوية تكرس اضطهاد المرأة بالتأكيد والفارق هنا هو بين من يريد أن يحول جسد المرأة إلى سلعة في سوق العرض والطلب أو أن تباع كسلعة لزوج المستقبل تحديدا مع تكريس وضعيتها ك"بروليتاري" العائلة الأبوية..
يدعي الليبراليون أن تسليع الاقتصاد والمجتمع يقود إلى "تحرير" أفراده أن أفراده ينخرطون كأفراد أحرار لكن في الحقيقة فالبروليتاريا تجر جرا لبيع قوة عملها للرأسمال..إن العلاقة في السوق لا تقوم بين "منتجين أحرار" كما يوهمنا الليبراليون فهذه "الحرية" تخضع لمنطق الصدفة منطق المنافسة ثم واقع الاحتكار..
و رغم أن هذا التسليع للحياة الاجتماعية يدعي أنسنة حياتنا نحو شكل استهلاكي للسعادة لكنه عمليا يؤدي إلى تغريبنا عن إنسانيتنا..فالجسد لا يكتسب حرية مع تسليعه-تحويله إلى سلعة مع "تحريره" من قيود الأسرة الأبوية أكثر من حرية البروليتاريا و"تحريرها" من قيود القنانة الإقطاعية..إنه استلاب جديد من طراز جديد للجسد مع تغريب الإنسان-الجسد عن حقيقته..
إن الخلاف هنا هو بين طرح الجسد "بحرية" في سوق العرض والطلب أو الاحتفاظ به في حالة "طهرية" ليقوم بدور التابع المقهور في علاقة أبوية ذكورية بين الجنسين..
في كلا الحالتين سيبقى الجسد ( جسد المرأة هنا ) في حالة استثمار واستلاب..لا يمكن تحرير الجنس والجسد دون تحرير المجتمع من علاقات الإنتاج التي تنتج القهر والاستلاب.
مازن كم الماز،
يختلف هذا النمط من العلاقات الذي يتحول نمطا سائدا عن الرؤية الوجودية التي رأى كامو نموذجها في كازانوفا الباحث أبدا عن متعة جديدة ضحية التجربة الوجودية العدمية إلى حد ما التي تفتقد لمغزى عقلاني وترى في الاستغراق في الوجود المعنى الوحيد للتجربة الإنسانية..كما يختلف عن العلاقات التي كانت تنشأ على هامش الأسرة الأبوية في إطار المجتمعات الأبوية الذكورية..إن هذا الشكل للجنس أو الحب ينسجم بل وينتج غالبا عن سيطرة ثقافة الاستهلاك وعن تسليع ( تحويل كل شيء إلى سلعة ) الحياة الاجتماعية..
هذا في ذات الوقت يثير رعب قسم كبير من البرجوازية الصغيرة المدينية والفلاحية التي تعود إلى الزمن الماضي لتستدعي قيم وأخلاق المجتمع الأبوي وشكل الأسرة الأبوية في محاولة منها للحد من تأثير هذه التحولات على محيطها..
كلا الطرفين يرى أنه يدافع عن أنسنة الجنس والحب, فالفريق الأول يرى في أخلاق المجتمع الأبوي اضطهادا للمرأة أما الطرف الثاني فهو يرى في تسليع الجنس وجسد المرأة خاصة إهدارا لإنسانية المرأة..
إن كلا الفريقين على حق فتسليع الجنس والجسد يؤسس لحالة استلاب جديدة للجسد في اغتراب جديد عن إنسانية صاحبه وعن غاية تحقيق الإشباع الفعلي بأن يتحول الجسد إلى سلعة تخضع لقوانين السوق لقوانين العرض والطلب، كما أن أخلاق المجتمع الأبوي والأسرة الأبوية تكرس اضطهاد المرأة بالتأكيد والفارق هنا هو بين من يريد أن يحول جسد المرأة إلى سلعة في سوق العرض والطلب أو أن تباع كسلعة لزوج المستقبل تحديدا مع تكريس وضعيتها ك"بروليتاري" العائلة الأبوية..
يدعي الليبراليون أن تسليع الاقتصاد والمجتمع يقود إلى "تحرير" أفراده أن أفراده ينخرطون كأفراد أحرار لكن في الحقيقة فالبروليتاريا تجر جرا لبيع قوة عملها للرأسمال..إن العلاقة في السوق لا تقوم بين "منتجين أحرار" كما يوهمنا الليبراليون فهذه "الحرية" تخضع لمنطق الصدفة منطق المنافسة ثم واقع الاحتكار..
و رغم أن هذا التسليع للحياة الاجتماعية يدعي أنسنة حياتنا نحو شكل استهلاكي للسعادة لكنه عمليا يؤدي إلى تغريبنا عن إنسانيتنا..فالجسد لا يكتسب حرية مع تسليعه-تحويله إلى سلعة مع "تحريره" من قيود الأسرة الأبوية أكثر من حرية البروليتاريا و"تحريرها" من قيود القنانة الإقطاعية..إنه استلاب جديد من طراز جديد للجسد مع تغريب الإنسان-الجسد عن حقيقته..
إن الخلاف هنا هو بين طرح الجسد "بحرية" في سوق العرض والطلب أو الاحتفاظ به في حالة "طهرية" ليقوم بدور التابع المقهور في علاقة أبوية ذكورية بين الجنسين..
في كلا الحالتين سيبقى الجسد ( جسد المرأة هنا ) في حالة استثمار واستلاب..لا يمكن تحرير الجنس والجسد دون تحرير المجتمع من علاقات الإنتاج التي تنتج القهر والاستلاب.
مازن كم الماز،
الحر- عضو مشارك
- عدد الرسائل : 65
العمر : 45
تاريخ التسجيل : 19/01/2009
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى