لا مواد جديدة مؤتمتة في كلية الآداب.. هل هو اعتراف بالخطأ؟
alhor :: المنتديات الاجتماعية :: جامعتي
صفحة 1 من اصل 1
لا مواد جديدة مؤتمتة في كلية الآداب.. هل هو اعتراف بالخطأ؟
لا يمكننا التكهن بردة فعل طلاب كلية الآداب في جامعة دمشق إذا ما عرفوا أن لا أتمتة بعد اليوم. وقبل أن يتسرَّع أحدٌ ويطلق آهات خوف أو فرح، علينا أن نبيَّن أنَّ المقصود بما أسلفناه: "لا مواد جديدة مؤتمتة، بالإضافة إلى إعادة النظر بالمواد القديمة والتي تتبع نظام الأتمتة".
بلدنا هنادي الخطيب
إن كان الاعتراف بالخطأ فضيلة، فإنَّ عمادة كلية الآداب -على ما يبدو- امتلكت شجاعة البحث وراء ما تجده من وجهة نظرها خطأ وجبَ تصحيحه.
وبحسب الأستاذ الدكتور إبراهيم محمود زعرور نائب عميد كلية الآداب للشؤون الإدارية والطلاب، فإنَّ قراراً بوقف أتمتة مواد جامعية جديدة في كلية الآداب قد تمَّ إقراره، كما تتمّ الآن مناقشة إعادة بعض المواد المؤتمتة إلى الوضع القديم.
وإن كانت أتمتة الامتحانات الجامعية توصف بأنها قضية أثارت جدلا واسعاً، وتضارباً في الآراء بين مؤيد ومعارض، سواء من جهة الطلاب أم من جهة الأساتذة، فهي بالتالي قضية تستحقُّ الدراسة والنقاش، وربما استطلاعاً موسعاً لمحاولة الحكم بمنطقية على التجربة.
تجميد للعقول!!
يرى الدكتور زعرور أنَّ أتمتة الامتحانات يجب أن تُفعَّل في بعض الكليات العلمية كالطب والصيدلة والهندسة. أي وبمعنى ثانٍ في الكليات التي لا تحتاج إلى ملكة الإبداع الحر. أما فيما يخصّ أقسام كلية الآداب كاللغة الإنكليزية والعربية وغيرها، فهي -من وجهة نظره- فروع تحتاج إلى صياغة جمل بطريقة صحيحة وقدرة على الشرح والإقناع. وبالتالي فإنَّ أتمتة امتحانات هذه الفروع الجامعية، إنما يقتل الإبداع، ويخرّج طلاباً جهلة، أو بأحسن الأحوال شباباً مقولباً؛ وذلك بحسب رأي د. زعرور.
ومع رأي نائب عميد كلية الآداب الصريح والرافض لأتمتة الامتحانات، كان لابدَّ من التساؤل عن سبب اتباع هذه الطريقة. ويبدو أنَّ أساتذة الجامعة هم السبب الأول في أتمتة معظم المواد، وذلك انطلاقاً من شكواهم من عدد الطلاب الضخم، وصعوبة تصحيح كلّ الأوراق في وقت محدد. ولكن، وبنفس الوقت، يرى د. زعرور أنه لا يحقّ لأساتذة الجامعة الاحتجاج؛ ذلك أنهم يتقاضون رواتب عالية نسبة إلى الرواتب التي تدفعها الحكومة، بالإضافة إلى أنَّ تعويضاتهم تصل إلى 200 % لتشجيعهم على القيام بواجباتهم على أكمل وجه.
للعدالة ثمن!!
من وجهة نظر الطلاب، فإنَّ أتمتة الامتحان هي الوسيلة الوحيدة لإنصافهم؛ فلطالما علت صرخات الاعتراض على نتيجة الكثير من المواد، على اعتبار أنَّ الكثير من الأساتذة لا يصحّحون الأوراق الامتحانية بطرق عادلة- بحسب كلام الطلاب. وإن كنا لا نتبنَّى وجهة النظر هذه، إلا أننا لا نستطيع الجزم أو الحكم عليهم بالكذب أو التكاسل؛ بسبب كثرة عددهم، ولزيادة عدد طلبات الاعتراض في امتحانات الجامعات باختلاف أقسامها. وللدكتور زعرور رأيٌ في الموضوع، عبَّر عنه بقوله: "لا يمكنني أن أنكر أنه من المحتمل أن تكون بعض الاعتراضات صحيحة. ولكننا من جهتنا نحاول دائماً مراقبة الوضع عن طريق لجان رصد تقوم بمراقبة سير الامتحان والتصحيح. وفي حال ثبوت أيّ تلاعب أو غش أو عدم عدل من قبل أحد الأساتذة، فإنه يحال على الفور إلى لجان تأديبية تحقّق في الموضوع، وتقترح ما تراه مناسباً".
وكما لكلّ شيء ثمن، فللعدالة ثمنٌ أيضاً قد لا يشعر به الطلاب وهم على مقاعد الدراسة، حيث تتركَّز جهودهم على اجتياز الامتحان بنجاح للوصول إلى اليوم الموعود الذي يتخرجون فيه.
ولكنهم لا يلبثون، بمجرد تخرجهم وخلال رحلة البحث عن فرصة عمل، أن يصطدموا بحقيقة أنهم تخرجوا في الجامعة على الورق، وأنَّ ما يحفظ في عقولهم من معلومات ضمن اختصاصهم لا يزيد على 30 % مما درسوه.
إذاً المشكلة قائمة ومستمرة حتى قبل أتمتة الامتحانات، لتأتي الأتمتة وتزيد الطين بِلَّة، وتتناقص النسبة تدريجياً لتصل إلى ما دون 10 %.
يعتمدُ الامتحان المؤتمت على أسئلة قصيرة، ويترك للطالب اختيار الإجابة الصحيحة من 3 أو 4 احتمالات، هي في الغالب متشابهة أو دقيقة تحتاجُ إلى تركيز شديد في بعض المعلومات، التي قد تكون غير نافعة مستقبلا.
ينتهي دور الفهم، ويأتي دور البصم الببغائي. ولكلّ مشكلة حلّ لدى طلاب الجامعة.. ومن هذه الحلول أنَّ النجاح في المواد المؤتمتة يعتمد على الحظ، فمنهم من ابتكر طرقاً بحسب إحصاءاتهم قد تؤدي إلى النجاح الحتمي، وفي حال لم يحدث ذلك فما من مشكلة؛ إذ إنَّ الأسئلة لابدَّ وأن تتكرَّر نظراً لكثرة عددها (50-100 سؤال).
تعجيز!!
"شر البلية ما يضحك" هو لسان حال طلاب الأدب الإنكليزي. فبعد أن شكروا الله وحمدوه على تحويل معظم موادهم الامتحانية إلى نظام الأتمتة لضمان العدالة، اكتشفوا أنَّ أسئلتهم توضع تحت يافطة "التعجيز"؛ فمعظم الأجوبة تأتي متشابهة وتحمل المعنى نفسه، مع فارق أنهم ملزمون بالتفريق بين الجواب الصحيح والأصح. وبالتالي يكاد النجاح يصبح حلماً صعب المنال. وبرأي أحد دكاترة الأدب الإنكليزي: "نظام أتمتة الامتحان جاء نتيجة حتمية لعدد الطلاب الضخم في الجامعات؛ فالمدرس ملزم بتصحيح ما لا يقلّ عن 3000 ورقة في كل مادة. ويتكرر الموضوع في حال كان يدرّس أكثر من مادة وعلى مدى فصلين دراسيين بالإضافة إلى الدورة التكميلية. وغني عن القول كم يحتاج هذا الموضوع إلى جهد ووقت من الأستاذ الجامعي". وليفقد الامتحان مضمونه الحقيقي من فحص قدرات الطالب ومدى فهمه، ويتحوَّل إلى فحص قدرات الطالب على اكتشاف الأسئلة المكررة وحفظها. وبهذا نكون وكأننا نضحك على أنفسنا وعلى طلابنا".
أخيراً!
لا يمكننا تجاهل أنَّ أتمتة الامتحان هي خطوة حضارية باتجاه إدخال التكنولوجيا في الجامعات. ولكن ربما كان المشروع بحاجة إلى وقفة قد تطول أو تقصر للبحث في نتائج التجربة، وتحليل تفاصيلها، وإن استطاعت كلية الآداب أخذ مبادرة قد تلقى الكثير من الاحتجاجات، إلا أنها سيلقى عليها عبء أن تحاول تحقيق العدالة بين الطلاب بالطريقة التي تراها مناسبة.
بلدنا هنادي الخطيب
إن كان الاعتراف بالخطأ فضيلة، فإنَّ عمادة كلية الآداب -على ما يبدو- امتلكت شجاعة البحث وراء ما تجده من وجهة نظرها خطأ وجبَ تصحيحه.
وبحسب الأستاذ الدكتور إبراهيم محمود زعرور نائب عميد كلية الآداب للشؤون الإدارية والطلاب، فإنَّ قراراً بوقف أتمتة مواد جامعية جديدة في كلية الآداب قد تمَّ إقراره، كما تتمّ الآن مناقشة إعادة بعض المواد المؤتمتة إلى الوضع القديم.
وإن كانت أتمتة الامتحانات الجامعية توصف بأنها قضية أثارت جدلا واسعاً، وتضارباً في الآراء بين مؤيد ومعارض، سواء من جهة الطلاب أم من جهة الأساتذة، فهي بالتالي قضية تستحقُّ الدراسة والنقاش، وربما استطلاعاً موسعاً لمحاولة الحكم بمنطقية على التجربة.
تجميد للعقول!!
يرى الدكتور زعرور أنَّ أتمتة الامتحانات يجب أن تُفعَّل في بعض الكليات العلمية كالطب والصيدلة والهندسة. أي وبمعنى ثانٍ في الكليات التي لا تحتاج إلى ملكة الإبداع الحر. أما فيما يخصّ أقسام كلية الآداب كاللغة الإنكليزية والعربية وغيرها، فهي -من وجهة نظره- فروع تحتاج إلى صياغة جمل بطريقة صحيحة وقدرة على الشرح والإقناع. وبالتالي فإنَّ أتمتة امتحانات هذه الفروع الجامعية، إنما يقتل الإبداع، ويخرّج طلاباً جهلة، أو بأحسن الأحوال شباباً مقولباً؛ وذلك بحسب رأي د. زعرور.
ومع رأي نائب عميد كلية الآداب الصريح والرافض لأتمتة الامتحانات، كان لابدَّ من التساؤل عن سبب اتباع هذه الطريقة. ويبدو أنَّ أساتذة الجامعة هم السبب الأول في أتمتة معظم المواد، وذلك انطلاقاً من شكواهم من عدد الطلاب الضخم، وصعوبة تصحيح كلّ الأوراق في وقت محدد. ولكن، وبنفس الوقت، يرى د. زعرور أنه لا يحقّ لأساتذة الجامعة الاحتجاج؛ ذلك أنهم يتقاضون رواتب عالية نسبة إلى الرواتب التي تدفعها الحكومة، بالإضافة إلى أنَّ تعويضاتهم تصل إلى 200 % لتشجيعهم على القيام بواجباتهم على أكمل وجه.
للعدالة ثمن!!
من وجهة نظر الطلاب، فإنَّ أتمتة الامتحان هي الوسيلة الوحيدة لإنصافهم؛ فلطالما علت صرخات الاعتراض على نتيجة الكثير من المواد، على اعتبار أنَّ الكثير من الأساتذة لا يصحّحون الأوراق الامتحانية بطرق عادلة- بحسب كلام الطلاب. وإن كنا لا نتبنَّى وجهة النظر هذه، إلا أننا لا نستطيع الجزم أو الحكم عليهم بالكذب أو التكاسل؛ بسبب كثرة عددهم، ولزيادة عدد طلبات الاعتراض في امتحانات الجامعات باختلاف أقسامها. وللدكتور زعرور رأيٌ في الموضوع، عبَّر عنه بقوله: "لا يمكنني أن أنكر أنه من المحتمل أن تكون بعض الاعتراضات صحيحة. ولكننا من جهتنا نحاول دائماً مراقبة الوضع عن طريق لجان رصد تقوم بمراقبة سير الامتحان والتصحيح. وفي حال ثبوت أيّ تلاعب أو غش أو عدم عدل من قبل أحد الأساتذة، فإنه يحال على الفور إلى لجان تأديبية تحقّق في الموضوع، وتقترح ما تراه مناسباً".
وكما لكلّ شيء ثمن، فللعدالة ثمنٌ أيضاً قد لا يشعر به الطلاب وهم على مقاعد الدراسة، حيث تتركَّز جهودهم على اجتياز الامتحان بنجاح للوصول إلى اليوم الموعود الذي يتخرجون فيه.
ولكنهم لا يلبثون، بمجرد تخرجهم وخلال رحلة البحث عن فرصة عمل، أن يصطدموا بحقيقة أنهم تخرجوا في الجامعة على الورق، وأنَّ ما يحفظ في عقولهم من معلومات ضمن اختصاصهم لا يزيد على 30 % مما درسوه.
إذاً المشكلة قائمة ومستمرة حتى قبل أتمتة الامتحانات، لتأتي الأتمتة وتزيد الطين بِلَّة، وتتناقص النسبة تدريجياً لتصل إلى ما دون 10 %.
يعتمدُ الامتحان المؤتمت على أسئلة قصيرة، ويترك للطالب اختيار الإجابة الصحيحة من 3 أو 4 احتمالات، هي في الغالب متشابهة أو دقيقة تحتاجُ إلى تركيز شديد في بعض المعلومات، التي قد تكون غير نافعة مستقبلا.
ينتهي دور الفهم، ويأتي دور البصم الببغائي. ولكلّ مشكلة حلّ لدى طلاب الجامعة.. ومن هذه الحلول أنَّ النجاح في المواد المؤتمتة يعتمد على الحظ، فمنهم من ابتكر طرقاً بحسب إحصاءاتهم قد تؤدي إلى النجاح الحتمي، وفي حال لم يحدث ذلك فما من مشكلة؛ إذ إنَّ الأسئلة لابدَّ وأن تتكرَّر نظراً لكثرة عددها (50-100 سؤال).
تعجيز!!
"شر البلية ما يضحك" هو لسان حال طلاب الأدب الإنكليزي. فبعد أن شكروا الله وحمدوه على تحويل معظم موادهم الامتحانية إلى نظام الأتمتة لضمان العدالة، اكتشفوا أنَّ أسئلتهم توضع تحت يافطة "التعجيز"؛ فمعظم الأجوبة تأتي متشابهة وتحمل المعنى نفسه، مع فارق أنهم ملزمون بالتفريق بين الجواب الصحيح والأصح. وبالتالي يكاد النجاح يصبح حلماً صعب المنال. وبرأي أحد دكاترة الأدب الإنكليزي: "نظام أتمتة الامتحان جاء نتيجة حتمية لعدد الطلاب الضخم في الجامعات؛ فالمدرس ملزم بتصحيح ما لا يقلّ عن 3000 ورقة في كل مادة. ويتكرر الموضوع في حال كان يدرّس أكثر من مادة وعلى مدى فصلين دراسيين بالإضافة إلى الدورة التكميلية. وغني عن القول كم يحتاج هذا الموضوع إلى جهد ووقت من الأستاذ الجامعي". وليفقد الامتحان مضمونه الحقيقي من فحص قدرات الطالب ومدى فهمه، ويتحوَّل إلى فحص قدرات الطالب على اكتشاف الأسئلة المكررة وحفظها. وبهذا نكون وكأننا نضحك على أنفسنا وعلى طلابنا".
أخيراً!
لا يمكننا تجاهل أنَّ أتمتة الامتحان هي خطوة حضارية باتجاه إدخال التكنولوجيا في الجامعات. ولكن ربما كان المشروع بحاجة إلى وقفة قد تطول أو تقصر للبحث في نتائج التجربة، وتحليل تفاصيلها، وإن استطاعت كلية الآداب أخذ مبادرة قد تلقى الكثير من الاحتجاجات، إلا أنها سيلقى عليها عبء أن تحاول تحقيق العدالة بين الطلاب بالطريقة التي تراها مناسبة.
الحر- عضو مشارك
- عدد الرسائل : 65
العمر : 45
تاريخ التسجيل : 19/01/2009
مواضيع مماثلة
» لأمم المتحدة تطالب بدخول مواد البناء إلى غزة
» اللغة الاجنبية والحاسب أساسيات جديدة في التعيين في الدوائر العامة!
» اللغة الاجنبية والحاسب أساسيات جديدة في التعيين في الدوائر العامة!
alhor :: المنتديات الاجتماعية :: جامعتي
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى