انتظار
صفحة 1 من اصل 1
انتظار
انــــتـــــظار
محمد عفيف الحسيني*
جالسونَ هكذا..
وحيدونَ، تمتلئُ جيوبهم بزهرِ الليمون
قلوبهم بالسمكاتِ الذهبية
جالسونَ، براعمٌ تتساقطُ على الأرض
جلالُ الريش ِ من طائر الكركي.
هكذا.. هكذا..
سنواتهم تحترقُ في الكتبِ والكستناءِ المشوي
الزهرُ الأصفرُ وراءهم، والمرآة ُ سؤالهم
يحرقونَ أصابعَهم في الشرفاتِ،
وفي الزمن ِ يتداوون.
هكذا.. هكذا..
جالسونَ، ينتظرونَ رنينَ الأجراس ِ بآذانهم الخفيفة،
لمعة َ السنوات
مساءَ الحب
وجثة َ صديقهم المتفسخة
يقرؤون الأشجارَ، ولا يفهمون لماذا يأتي الخريفُ أصفرَ
والكمنجات صفر
وصوت البيانو البعيد.
شاحبونَ في فنجان ِ القهوة
بنّيون في تبغ ِ العمر.
وأخيراً يموتونَ
أولئك الذين جلسوا تحتَ زهر ِ الليمون ِ الأصفر.
شـــــجـــــرة
نحن بقاياكِ أيتها الشجرة،
ورقكُ اليابسُ على الأرض،
تحفّ بنا الأرجوحة ُ والأجراسُ منذ زمن ٍ بعيد،
ونحن نقتبسكِ كمجدٍ زائل،
وأشخاص ٍ بلا مصير.
نحن الذين من برونز،
بأيدٍ منطفئة،
واستراحات الطرق البعيدة.
نحنُ بقاياكِ أيتها الشجرة،
وظلالكِ الممتدة ُ على صخبِ المنشار.
المراثي
الأولادُ في مجاورةِ المراثي، يدحرجونَ الأسلاف،
مجدداً خرجوا من الريح،
حزموا أجسادهم بالزمن ِ والساحاتِ الفارغة،
كانوا في الأبنية يتلألأون،
وعلى الشاطئ يتحولونَ إلى الرمال ِ والقواقع ِ الميتة
كم مرة ً نادوا على الأسلاف
حتى يندملَ غيابُهم
فيعودون بالسعال ِ والقصص.
راح الأولادُ والساحاتُ والمراثي
وبقيَ الحنين.
* شاعر كردي سوري يكتب بالعربية. ولد في عامودا 1957. هاجر إلى السويد منذ العام 1989،حيث يقيم في غوتنبورغ. من أعماله المطبوعة: (بحيرة من يديكِ/ فرنسا ـ الأردن1993)، (الرجال/ السويد 1995)، (مجاز غوتنبورغ/ سوريا 1999).
محمد عفيف الحسيني*
جالسونَ هكذا..
وحيدونَ، تمتلئُ جيوبهم بزهرِ الليمون
قلوبهم بالسمكاتِ الذهبية
جالسونَ، براعمٌ تتساقطُ على الأرض
جلالُ الريش ِ من طائر الكركي.
هكذا.. هكذا..
سنواتهم تحترقُ في الكتبِ والكستناءِ المشوي
الزهرُ الأصفرُ وراءهم، والمرآة ُ سؤالهم
يحرقونَ أصابعَهم في الشرفاتِ،
وفي الزمن ِ يتداوون.
هكذا.. هكذا..
جالسونَ، ينتظرونَ رنينَ الأجراس ِ بآذانهم الخفيفة،
لمعة َ السنوات
مساءَ الحب
وجثة َ صديقهم المتفسخة
يقرؤون الأشجارَ، ولا يفهمون لماذا يأتي الخريفُ أصفرَ
والكمنجات صفر
وصوت البيانو البعيد.
شاحبونَ في فنجان ِ القهوة
بنّيون في تبغ ِ العمر.
وأخيراً يموتونَ
أولئك الذين جلسوا تحتَ زهر ِ الليمون ِ الأصفر.
شـــــجـــــرة
نحن بقاياكِ أيتها الشجرة،
ورقكُ اليابسُ على الأرض،
تحفّ بنا الأرجوحة ُ والأجراسُ منذ زمن ٍ بعيد،
ونحن نقتبسكِ كمجدٍ زائل،
وأشخاص ٍ بلا مصير.
نحن الذين من برونز،
بأيدٍ منطفئة،
واستراحات الطرق البعيدة.
نحنُ بقاياكِ أيتها الشجرة،
وظلالكِ الممتدة ُ على صخبِ المنشار.
المراثي
الأولادُ في مجاورةِ المراثي، يدحرجونَ الأسلاف،
مجدداً خرجوا من الريح،
حزموا أجسادهم بالزمن ِ والساحاتِ الفارغة،
كانوا في الأبنية يتلألأون،
وعلى الشاطئ يتحولونَ إلى الرمال ِ والقواقع ِ الميتة
كم مرة ً نادوا على الأسلاف
حتى يندملَ غيابُهم
فيعودون بالسعال ِ والقصص.
راح الأولادُ والساحاتُ والمراثي
وبقيَ الحنين.
* شاعر كردي سوري يكتب بالعربية. ولد في عامودا 1957. هاجر إلى السويد منذ العام 1989،حيث يقيم في غوتنبورغ. من أعماله المطبوعة: (بحيرة من يديكِ/ فرنسا ـ الأردن1993)، (الرجال/ السويد 1995)، (مجاز غوتنبورغ/ سوريا 1999).
bloomway- مشرفة و تنفيذ
- عدد الرسائل : 16
العمر : 45
تاريخ التسجيل : 23/01/2009
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى